فداك أي شئ قال: اكرائك جمالك من هذا الرجل يعني هارون الرشيد قلت: والله ما أكريته أشرا ولا بطرا إلى أن قال: أتحب بقائهم حتى يخرج كرائك قلت: نعم قال: من أحب بقائهم فهو منهم ومن كان منهم كان ورد النار " (الخ). فإن صدرها لا يدل على الحرمة فإن عدم كونه الشئ جميلا حسنا أعم منه بل لعله يشعر بالكراهة كما أن التعليل بعدم جواز حب بقائهم دليل على أن اكرائه بنفسه غير محرم وإلا لعلل به لا بأمر خارج فتدل على أن العمل لهم لحوائج نفسه ليس بحرام.
وأما حب بقائهم فأمر آخر ليس مورد بحثنا ومع حرمته لا توجب تحريم أمر آخر خارج عنه.
ويشهد له أيضا صحيح الحلبي الآتي (1) في المسألة الآتية وفيها قال: " و سألته عن رجل مسكين خدمهم رجاء أن يصيب معهم شيئا فيغنيه الله به فمات في بعثهم قال: هو بمنزلة الأجير إنه إنما يعطي الله العباد على نياتهم " فإنه كالصريح في أن العمل لهم بنية حوائجه لا بنية العون عليهم محلل وأن الأجير لهم لم يرتكب حراما، ولا يخفى أن عنوان الأجير والخادم غير عنوان الديواني والدخول في شؤون السلطنة كما مر.
وقد تقدم أن اسراء الحكم من تلك الروايات الواردة في خلفاء الجور المدعين لخلافة رسول الله صلى الله عليه وآله إلى غيرهم مشكل لخصوصية فيهم دون سائر الظلمة والسلاطين والأمراء سيما مثل سلاطين الشيعة وأمرائهم.
ومما تقدم يظهر الكلام في جملة من الروايات المأخوذة فيها عنوان المعونة أو العون، كرواية الفضل بن شاذان (2) عن الرضا عليه السلام في كتابه إلى المأمون وعد فيها في جملة الكبائر معونة الظالمين والركون إليهم: وفي صحيحة أبي حمزة (3) بناء على أن مالك بن عطية هو الأحمسي الثقة عن علي بن الحسين عليه السلام " قال: