في الوجود كما في الحركات العارضة للجسم فحق ان موضوعها (1) مركب في الخارج من امر به يكون بالفعل موجودا ثابتا مستمرا في كل زمان حركه ومن امر يكون (2) بالقوة متحركا لان كل جزء من حركه يوجد فيه بعد ما لم يكن ويزول عنه وهو هو بحاله وإن كان العروض بحسب التحليل العقلي (3) كما في اللوازم فالقابل والفاعل هناك امر واحد والقوة والفعلية جهة واحده أي ما بالقوة عين ما بالفعل كل منهما متضمن للاخر وكما أن ثبات حركه عين تجددها وقوتها على الشئ عين فعليه القوة على ذلك الشئ فكذلك حكم ثبات ما به حركه وهي الطبيعة الكائنة في الأجسام فإنه عين تجددها الذاتي وتحقيق هذا المقام انه لما كانت حقيقة الهيولى هي القوة والاستعداد كما علمت وحقيقة الصورة الطبيعية لها الحدوث التجددي كما سينكشف لك زيادة الانكشاف فللهيولى في كل آن صوره أخرى بالاستعداد ولكل صوره هيولي أخرى (4) يلزمها بالايجاب لما علمت أن الفعل مقدم على القوة وتلك الهيولى أيضا مستعدة لصورة أخرى غير الصورة التي توجبها لا بالاستعداد وهكذا لتقدم الصورة على المادة ذاتا وتأخر هويتها الشخصية عنها زمانا فلكل منهما تجدد ودوام بالأخرى لا على وجه الدور المستحيل كما
(٦٣)