تنقسم أقساما وقوه المنفعل أيضا قد تكون في الأجسام وقد تكون في الأرواح وكل منهما قد تكون ماهيته نحو القبول دون الحفظ كالماء يقبل الشكل ولا يقبل الامساك وقد تكون قوه عليهما كالشمعة وكالأرض.
وأيضا قد تكون قوه الشئ المنفعل على امر واحد كقوة الفلك على حركة الوضعية أو أمور محدودة كقوة الحيوان أو أمور غير متناهية بل جميع الأمور كقوة الهيولى الأولى وكذا قوه الفاعل يجوز أن تكون محدودة على امر واحد وقد تكون على أمور كثيره محدودة كقوة المختارين على ما يختارونه وقد تكون على جميع الأمور كالقوة الإلهية انه على كل شئ قدير.
وضابطه القول في القبيلتين ان الشئ كلما كان أشد تحصلا كان أكثر فعلا وأقل انفعالا وكلما كان أضعف تحصلا كان أكثر انفعالا وأقل فعلا فالواجب جل ذكره لما كان في غاية تأكد الوجود وشده التحصل كان فاعلا للكل وغاية للكل وكانت قوته وراء ما لا يتناهى بما لا يتناهى والهيولي لما كانت في ذاتها مبهمة الوجود غاية الابهام كالجنس العالي لتعريها في ذاتها عن كافه الصور التي هي مبادئ للفصول ومقومات للحصول كانت فيه قوه قبول سائر الأشياء كالجنس العالي يقبل كل فصل ويحصل كل قسم لست أقول فيها استعداد كل شئ إذا الاستعداد لكونه قوه قريبه مخصوصة لا يحصل الا بسبب صوره مخصوصة فلا استعداد للهيولي في ذاتها لمطلق الصورة وانما يستعد لأمر مخصوص لأجل صوره مخصوصة واما تقسيم القوة الفاعلة فهو ان نقول من رأس (1) القوة اما ان يصدر عنها فعل واحد أو أفعال مختلفة وكلا القسمين يقعان على قسمين آخرين فإنه اما ان يكون لها بذلك الفعل شعور أو لا يكون فحصل من هذا الكلام في التقسيم أربعة اقسام.