الذي ذكره الشيخ في موضعه لان الذي فسر معنى القوة بكونها مبدء التغير ومبدء التغير اما ان يكون قد كملت جهات مبدئيته أو لم تكمل ولم تخرج بالكلية إلى الفعل فان كملت جهات مؤثريته ومبدئيته وجب ان يوجد معه الأثر واستحال تقدمه على الأثر وحينئذ يصح قولنا ان القوة مقارنه للفعل وان لم يوجد امر من الأمور المعتبرة في مؤثريته لم يكن ذلك الذي وجد تمام المؤثر بل بعضه فلم يكن الموجود هو القوة على الفعل بل بعض القوة ولا شك ان الكيفية المسماة بالقدرة حاصله قبل الفعل وبعده ولكنها بالحقيقة ليست هي تمام القوة على الفعل بل هي أحد اجزاء القوة وإذا أمكن تأويل كلام القوم على الوجه الذي فصلناه فأي حاجه بنا إلى التشنيع عليهم وتقبيح صوره كلامهم انتهى.
أقول هذا المعتذر كأنه خلط بين القوة التي تقابل الفعل ويصحبه الامكان وبين القوة الايجابية التي للفاعل التام الفاعلية وكأنه نسي ما كان (1) قد اعترف به من أن تلك القوة لها لازم وهو الامكان ولم يعلم أن هذا الامكان لكونه استعدادا صرفا لا يجامع الفعلية ليس حاله كحال الامكانات الذاتية التي تعرض للماهيات سيما البسيطة في لحاظ الذهن بحسب كونها منحازة عن الوجود في اعتبار العقل فقط حين ما هي موجودة بعين ذلك الوجود ولفظ المبدء أيضا مشترك بين مبدء امكان الشئ ومبدء فعليه الشئ فالصورة المنوية يصدق عليها انها مبدء امكان الانسانية ولا يمكن