لان الجسم موجود بل لأنه ناقص الوجود مصحوب بالشرور والاعدام والاستحالات وكذا سائر الصفات السلبية والواجب تعالى وجود بلا عدم وكمال بلا نقص و فتور وخير محض بلا تغير وزوال وإذا ثبت ان كل ذات مجرده فإنها يصح أن تكون معقولة وجب عليها صحه كونها عاقلة لأنها إذا صح كون ذلك المجرد معقولا لنا صح كونه معقولا لنا مع شئ آخر (1) وقد عرفت ان كون شئ معقولا هو حصول صوره مساوية لذلك المعقول للعاقل فإذا عقلنا ذاتا مجرده وعقلنا معها شيئا آخر فقد قارنت صورتاهما فصحه تلك المقارنة اما أن تكون من لوازم ماهيتهما أو يتوقف على حصولهما في الجوهر العاقل لكن القسم الثاني باطل و ذلك لأنه لو توقفت تلك الصحة على حصولهما في الجوهر العاقل وحصولهما في الجوهر العاقل نفس مقارنتهما فيلزم ان يتوقف صحه مقارنتهما على حصول مقارنتهما فيكون صحه الشئ متوقفة على وجوده وذلك محال لان امكان وجود الشئ الممكن قد يجوز ان يكون سابقا على وجوده واما العكس فهو ممتنع البتة فقد ظهر ان امكان تلك المقارنة بين الصورتين المعقولتين من لوازم ماهيتهما فلو فرضنا صوره معقولة موجودة في الأعيان قائمه بذاتها فيجب ان يصح عليها مقارنه سائر الماهيات وذلك انما يكون بانطباع صورها فثبت ان كل ذات مجرده (2)
(٤٥٤)