لحدوثه ولا سببا لهيأته يتشخص بها ويتهيأ لأجلها للخروج إلى الفعل (1) و البرهان الذي يقوم على أن كل مجرد عن المادة عقل بالفعل انما يقوم على المجرد التجريد التام ثم ليس من العجب المستنكر ان يكون الشئ الذي يمنع من شئ يمكن من شئ والذي يشتغل عن شئ يشتغل بشئ انتهى كلامه.
أقول هذا المطلب مما يحتاج إلى تنقيح وكلام الشيخ غير واف بالمقصود إذ لأحد ان يقول النفس الناطقة عند الشيخ ومن تبعه جوهر مجرد موجود بالفعل بحسب ذاته الجوهرية ولا يكتنفه شئ من العوارض المادية والمادة البدنية وان كانت مرجحه لفيضان وجودها الشخصي عن الواهب لكنها غير داخله في قوامها ذاتا وحقيقة وماهية ووجودا والبرهان السابق ان تم فهو جار في كل ذات مجرده فيجب ان يدل على أن النفس لكونها جوهرا مجردا يصح عليها لذاتها ان تدرك جميع المعقولات من غير ممانعة من قبلها حتى لو فرض سلب البدن وعوارضه عنها (2) وكذا آثار شواغله عن الادراكات عنها بالكلية لكانت عاقلة للحقائق دفعه واحده بلا اكتساب وتفكر لجريان الدليل المذكور فيها لكن التالي باطل فانا نعلم يقينا ان نفوس الصبيان ومن لم يتدرب في العلوم من العقول الهيولانية لو فرض زوال المادة عنها ورفع شواغلها بالكلية عن ذواتهم لا يكونون علماء كاملين عارفين بجميع الحقائق والصور العقلية دفعه واحده فحق الجواب عن الاشكال المذكور ان