المضاف لا يقتضى الا مغايرة في المفهوم مع مضائفه لا في الوجود بل المغائرة في الوجود في بعض المتضائفات انما اقتضاها امر خارج عن المفهوم وعرف ذلك بدليل خارج عن معرفه نفس الإضافة كالمحرك فان مفهومه لا يزيد على كون الشئ مبدء لتغير شئ على التدريج من غير أن يعرف من نفس هذا المفهوم ان ذلك الشئ غير المحرك أو عينه وكذا الموجد والفاعل وان علمنا أن المحرك والموجد و الفاعل لا بد وأن يكون مغايرا للمتحرك والموجد والمفعول في الوجود والهوية ولا يكفي فيها المغائرة في الماهية والمفهوم فقط بخلاف كون الشئ مدركا لذاته أو موجودا لذاته فان هناك تغايرا بين الطرفين في المفهوم مع الاتحاد في الهوية و الوجود كما دل عليه البرهان وبالجملة الاتحاد بين العاقل والمعقول في الهوية المجردة قد عرف بالبرهان لا بان معقولية الشئ أعم من معقولية الغير وكذا المعاندة بين كون الشئ علة ومعلولا قد عرفت لا بمجرد مفهوم العلة والمعلول وعلى ما ذكرناه يحمل كلام بعض العلماء (1) حيث قال العلم من جمله الأمور الإضافية والذات الواحدة إذا اخذت باعتبار صفتين كان ذلك نازلا منزله الذاتين فما يرجع إلى تحقق الإضافة له من حيث إنها عالمه مخالفه للذات من حيث إنها معلومه فلا جرم يصح باعتبار تحقق الإضافة للذات الواحدة عند تباين هاتين الجهتين.
ونقل عن الشيخ أنه قال في كتاب المباحثات لكل شخص حقيقة وشخصية وتلك الشخصية زائدة ابدا على الماهية على ما مضى ثم إن كانت الحقيقة مقتضيه لتلك الشخصية كان ذلك النوع منحصرا في ذلك الشخص والا وقعت الكثرة فيه ولا شك ان تلك الحقيقة مغائرة للمجموع الحاصل من تلك الحقيقة وتلك الشخصية ولما تحقق هذا القدر من التغائر كفى ذلك في حصول الإضافة فيكون لتلك الحقيقة