الانسان أولا فكل ما كان أقرب إليه كان أقدم وعلى هذا يكون الانسان أقدم من الجسم بل أقدم من الجوهر وكذا في المثال الأول يتقدم المأموم على الامام بالنسبة إلى الاخذ من الباب إلى المحراب والطبيعي من هذا التقدم يوجد في كل ترتيب في سلاسل بحسب طبائعها لا بحسب الأوضاع كالعلل والمعلولات والصفات والموصوفات كالأجناس المترتبة فإنك إذا اخذت من المعلول الأدنى انتهيت في الاخر إلى العلة الاعلى (1) وإذا اخذت في النزول وجدت الاعلى أول وهكذا حكم التعاكس في جنس الأجناس ونوع الأنواع وغير ذلك وعلى هذه السلاسل يبتنى برهان النهاية عند القوم إذا اجتمعت آحادها (2).
واما الذي بالطبع فكتقدم الواحد على الاثنين والخطوط على المثلث مما يرتفع برفعه المتأخر ولا يرتفع هو برفع المتأخر والاعتبار في هذا التقدم هو ما في امكان الوجود لا في وجوبه.
واما الذي بالعلية وهو ان يكون وجود المتقدم علة لوجود المتأخر فكما انه يتقدم عليه بالوجود فكذلك بالوجوب لأنه سبب للمتأخر.
واما الذي بالشرف والفضل فكما يقال إن محمدا صلى الله عليه وآله مقدم على سائر الأنبياء ع.
واما الذي بالزمان فهو معروف ولا ينافي هذا كون الجزء المقدم من الزمان متقدما على جزئه اللاحق بالطبع فان التقدم الزماني يقتضى ان لا يجامع المتقدم المتأخر بخلاف ما في الطبع حيث لا يأبى اجتماع المتقدم للمتأخر ومن ذهب (3)