والبعيد قوه فلا يخلو اما ان يكون جوهرا أو عرضا ولا يجوز ان يكون جوهرا يقوم بنفسه والا لما اتصف به شئ (1) ولم يكن اتصاف بعض الأشياء بامكان واحد قائم بذاته أولى من غيره (2) فلا بد لامكان الحادث من محل فيكون صوره في مادة أو عرضا في موضوع وعلى أي الوجهين يسبق الحادث بحسب الزمان ويبطل عند وجوده (3) لكن لا يجوز ان يكون ما يقوم به امكان الحادث أمرا لا تعلق له بالحادث فإنه ليس كونه امكانا لهذا الحادث أولى من أن يكون امكانا لغيره فحامل قوه الحادث وامكانه لا بد وأن يكون هو بعينه حامل وجوده أو حامل جزء منه أو حامل ما معه (4) فامكان الحادث وإن كان في ذاته أمرا وجوديا لكنه من حيث إنه عدم للحادث وقوه عليه لا بد وان لا يجامع وجوده وفعليته ولذا عد بعض القدماء العدم من جمله الأسباب لوجود الشئ الحادث (5) فكان العلل عند هؤلاء خمسه العدم والفاعل والغاية والمادة والصورة والتحقيق انه ليس من العلل الذاتية بل علة
(٢٥٤)