ورضى الرب تعالى وهو حديث نزل به كتاب الله المبين وتواترت به السنة النبوية، وتواصلت حلقات أسانيده منذ عهد الصحابة والتابعين إلى يومنا هذا.
وقد صب شعراء الإسلام واقعة الغدير في قوالب شعرية وإليك خلاصة تلك الواقعة:
أجمع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الخروج إلى الحج في السنة العاشرة من الهجرة تلك الحجة التي سميت بحجة الوداع وحجة الإسلام وحجة البلاغ، فلما قضى مناسكه انصرف راجعا إلى المدينة ومن معه من الجموع المذكورة وصل إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة فعند ذاك نزل جبرئيل الأمين بقوله: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) * (1).
وكان أوائل القوم قريبين من الجحفة فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يرد من تقدمهم ويحبس من تأخر عنهم حتى إذا أخذ القوم منازلهم نودي بالصلاة، صلاة الظهر، فصلى الناس، وكان يوما حارا يضع الرجل بعض ردائه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء، فلما انصرف من صلاته قام خطيبا وسط القوم على أقتاب الإبل، وأسمع الجميع رافعا عقيرته، فقال:
الحمد لله، ونستعينه، ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، أما بعد: أيها الناس، إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟
قالوا: " نشهد أنك قد بلغت ونصحت، وجاهدت، فجزاك الله خيرا ".