لأنه كان - كما قلتم - حر الفكر والضمير، حر اللسان والقلم، ولأنه رفض الخضوع لأهواء العوام كما فعل أدعياء العلم الذين يحسبهم الناس دعاة!!
ولقد طالعنا في نفس الوقت رسالتكم القيمة إلى الندوة الثانية للتقريب بين المذاهب الإسلامية بالرباط (12 - 14 ربيع الثاني 1417 ه) التي انطلقت من روح متوقدة متطلعة إلى عزة المسلمين وفهم عميق ومنطقي للقرآن والسنة.
وقد أعجبتنا فيها رؤيتكم الصائبة حول ما يحول دون تحقيق الوحدة الإسلامية الكبرى والتقريب بين فصائل المسلمين وطوائفهم، وأبرز ذلك فراغ نفوس المسلمين من الهموم الكبيرة والآمال العظيمة، واعتراكهم على المسائل الصغيرة والهامشية من فروع العقيدة أو الفقه، وقد كان من الواجب - كما قلتم فيها - على الدعاة والمفكرين الإسلاميين أن يشغلوا جماهير المسلمين بهموم أمتهم الكبرى وليلفتوا أنظارهم وقلوبهم وعقولهم إلى ضرورة التركيز عليها والتنبيه لها.
والحق كما تفضلتم: مشكلة المسلمين اليوم ليست في الذي يؤول آيات الصفات وأحاديثها بل في من ينكر الذات والصفات الإلهية جميعا ويدعو إلى العلمانية والإلحاد، ومشكلة المسلمين ليست في من يجهر بالبسملة أو يخفضها أو لا يقرؤها في الصلاة، ولا في من يرسل يديه في الصلاة أو يقبضهما، إنما مشكلة المسلمين في من لا ينحني يوما لله راكعا ولا يخفض جبهته لله ساجدا ولا يعرف المسجد ولا يعرفه...
ولا... ولا... إنما إنما.....
وبالتالي إن المشكلة حقا هي: وهن العقيدة في النفوس، وتعطيل الشريعة في الحياة، وانهيار الأخلاق في المجتمع، وإضاعة الصلوات، ومنع الزكوات واتباع الشهوات، وشيوع الفاحشة، وانتشار الرشوة، وخراب الذمم، وسوء الإدارة، وترك