ومن مفاخر الشيعة أنهم حازوا قصب السبق في تأسيس فنون الإسلام وتدوينها يقف على ذلك كل من سبر تاريخ العلوم الإسلامية وأمعن النظر في نشوئها وتكاملها ففي طيات التاريخ والمعاجم دلائل واضحة على أن جل العلوم الإسلامية أسست بيد الفطاحل من الشيعة والأعلام من أقدميهم. (1) وللشيعة منهج خاص في تربية الخطيب والمبلغ فترى الخطيب واقفا أمام حشد عظيم يلقي خطابة حماسية أو كلمة اجتماعية ارتجالا بأحسن العبارات وأفصحها.
كان الزعيم الديني الأكبر الإمام البروجردي قدس الله سره (1292 - 1380 ه. ق) باذلا تمام جهده في تعريف الشيعة على وجهها الصحيح ساعيا في هذا الطريق بكل ما أوتي من حول وقوة، لإيمانه بأن التشيع قائم على أسس منطقية وأنه الملجأ الوحيد لحل المشاكل الاجتماعية والأخلاقية التي حاقت بالغرب.
كان الإمام المغفور له على إيمان بأنه لو وقف العالم الغربي والشبيبة المتربية في أحضانه على مبادئ التشيع وأصوله ومعتقداته للجؤوا إليه بخاطر رحب وصدر منشرح.
وقد نجح رحمه الله بعض النجاح في أهدافه فقام بإزاحة العقبات والعراقيل التي وضعت أمامه ببعث رجال العلم إلى البلاد النائية مثل " واشنطن " و " هامبورغ " في أمريكا وألمانيا، فقاموا بأعباء التبليغ والإشادة بمذهب الشيعة وتشكيل أندية الوعظ والإرشاد، وإقامة المؤتمرات حتى وفق لبناء مسجد عامر في ساحل بحيرة " الستر " في هامبورغ، وقد قام البناء على مزيج من الفنون المعمارية