وقد خلفت تلك العوامل مضاعفات سيئة، أعقبها حروب طاحنة بين الفئتين غير أن تلك القلاقل والفتن لم تنتج سوى وهن الإسلام وضرب المسلم أخاه المسلم.
لكن الله أبطل سعيهم وأفسد كيدهم بيقظة المسلمين بعد طول سبات، وتقدمهم في معترك الحياة فتعارفوا بعد ما تناكروا وتآلفوا بعدما تباغضوا.
وقد قام عدد كبير من أساتذة جامعة الأزهر بمعاضدة بعض مفكري الشيعة بتأسيس دار للتقريب بين المذاهب الإسلامية والهدف الأسمى لتلك الجمعية الثقافية كما ينبئ عنه عنوان " دار التقريب بين المذاهب الإسلامية " هو التقريب بين فرق المسلمين والقيام على جمع كلمة الطوائف الإسلامية الذين فرقتهم آراء لا تتصل بالعقائد التي يجب الإيمان بها وقد تألفت الجمعية من أعلام السنة والشيعة، والسكرتير العام للجماعة هو شيعي إيراني.
كما قامت الجمعية بإصدار مجلة علمية سمتها " رسالة الإسلام " لنشر دعوتها ورسالتها، وهي صحيفة حافلة بالمواضيع العلمية الحية التي تلائم روح دعوتها ويساهم في كتابتها عدة من كتاب علماء السنة والشيعة وقد قطعت في ذلك المضمار شوطا كبيرا.
ومن نتائج دعوتها الفتوى التاريخية التي أصدرها فضيلة الأستاذ الأكبر الفقيد الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر فقال:
إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعا كسائر مذاهب أهل السنة فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق. (1)