9 - عن حذيفة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله فقال:
احصوا لي كم يلفظ الاسلام. قال: فقلنا: يا رسول الله، أتخاف علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟ قال: إنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا.
قال: فابتلينا حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سرا (1).
وحذيفة قد مات بعد البيعة لعلي " عليه السلام " بأربعين يوما، فهذا النص يدل على أن الناس المؤمنين كانوا قبل ذلك يعيشون في ضغط شديد، وأن الذين يسيطرون على الشارع هم الناس الذين كانوا يحقدون على الدين والمتدينين، ويهزؤون ويحاربون كل شئ يمت إلى الدين بصلة.
10 - لقد اتقى عامة أهل الحديث، وكبار العلماء وأجابوا إلى القول بخلق القرآن، وهم يعتقدون بقدمه، ولم يمتنع منهم الا أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح (2).
وحتى أحمد؟ فإنه قد تاقى في ذلك، فكان إذا وصل إلى المخنق قال: ليس أنا بمتكلم. كما أنه حين قال له الوالي: ما تقول في القرآن أجاب: هو كلام الله، قال: أمخلوق هو؟ قال: هو كلام الله لا أزيد عليها (3).
بل قال اليعقوبي: إنه لما سئل أحمد عن ذلك قال: " أنا رجل علمت علماء ولم أعلم فيه بهذا. وبعد المناظرة وضربه عدة سياط، عاد