النبي (ص)، فإن حال المغيرة في قلة الدين ومجانبة الحق معلوم (1).
ولكن " ويل لمن كفره نمرود "، فإن المغيرة الرجل الداهية لم يستطع تحمل جهر معاوية بهذا الامر، ورأى فيه مجازفة خطيرة، تجر معاوية، وكل من يسير في ركابه إلى أخطار جسام، لا يمكن التكهن بعواقبها، فأحب المغيرة أن ينسحب بنفسه ليسلم بجلده، لو كان ثمة ما يخاف منه، أو لعله أحس في ولده مطرف بعض الايمان، فاتقاه وذكر له هذا الامر بصورة تشنيعية ظاهرة.
وخلاصة الامر: إن المغيرة إنما يهتم بمصلحته الشخصية بالدرجة الأولى، لا بمصلحة معاوية.
وقد يكون أحس من معاوية: أنه يريد عزله، وتولية غيره، أو أنه كان في نفسه موجدة عليه، بسبب عزله إياه، فذكر عنه ما كان أسره إليه، أو أن ذلك قد كان منه قبل أن يوليه معاوية الكوفة!!
6 - روى أحمد بن أبي طاهر في كتاب: " أخبار الملوك ": أن معاوية سمع المؤذن يقول: " أشهد أن محمدا رسول الله " فقال:
" لله أبوك يا ابن عبد الله، لقد كنت عالي الهمة، ما رضيت لنفسك إلا أن يقرن اسمك باسم رب العالمين (2) ".
فهذا النص يؤيد النص السابق، ويوضح لنا مدى تبرم معاوية بهذا الامر، وأنه يعتبر ذكر رسول الله (ص) في الاذان إنما هو من صنيع رسول الله (ص) نفسه. أما أن يكون ذلك بوحي من الله فذلك آخر ما يفكر أو يعترف به معاوية.
7 - ثم هناك محاولاتهم الجادة للمنع من التسمي باسم رسول