للمعرفة لهم. بل هم ينظرون إليهم نظر التلميذ إلى معلمه بكل ما لهذه الكلمة من معنى.
وقد رأينا: أن قريشا ترسل رسولا إلى أحبار يهود المدينة، للسؤال عن أمر النبي (ص)، باعتبار أنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم من علم الأنبياء ما ليس عند قريش (1).
ويقول ابن عباس: " إنما كان هذا الحي من الأنصار - وهم أهل وثن - مع هذا الحي من يهود - وهم أهل كتاب - وكانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم " (2).
وسيأتي: أنهم كانوا يستشيرون أهل الكتاب في أمر الدخول في الاسلام، ويعملون بمشورتهم أيضا.
الاسلام يرفض هيمنة أهل الكتاب:
وقد حاول القرآن ونبي الاسلام تخليص العرب من هيمنة أهل الكتاب، بالاستناد إلى ما من شأنه أن يزعزع الثقة بما يقدمونه من معلومات، على اعتبار أنها لا تستند إلى أساس، بل هي محض افتراءات ومختلقات من عند أنفسهم. وهذا الامر وحده يكفي لعدم الثقة بهم، وبكل ما يأتون به.