معايير لحفظ الانحراف:
وبعد، فإن التصدي للفكر الإسرائيلي، وإن أفلح في حفظ وصيانة الاسلام إلى حد بعيد، ولكن آثار هذا الحفظ إنما ظهرت، أو فقل: قد اقتصرت على التيار الذي كان يقوده الأئمة " عليهم السلام " وشيعتهم، ومن تخرج من مدرستهم، واختار طريقتهم ونهجهم.
أما الآخرون، الذين كانوا في الخط الاخر، فقد استمروا في التحرك في دائرة السياسة المعلنة، والمصرح بها من قبل الحكام، فأخذوا عن أهل الكتاب الشئ الكثير مما هو محرف ومدسوس، ونفذوا والتزموا بالاسلام الذي راق للحكام، وروجوا له.
فكان أن شحنوا كتبهم ومجاميعهم الحديثية بالشئ الكثير من الفتاوى، والمعارف، والعقائد، والسياسات، والسير والتواريخ، التي تنسجم مع ما يريده أولئك الحكام، مما اتحفهم به أهل الكتاب، أو غيرهم من المرتزقة والمتزلفين.
نعم، لقد شحنوا بها كتبهم، ومجاميعهم، من دون أي تحقيق، أو تمحيص، إلا فيما يمس القشر، ولا يتعرض لما دونه في شئ، لأنها قد جاءت محكومة لضوابط ومعايير من شأنها أن تكرس الانحراف، وتقوي