هو التعليل الذي جاؤوا به حينما أرادوا إحراق ما جمعوه من أحاديث كتبها الصحابة عن رسول الله (ص)، حيث ذكروا: أن سبب إقدامهم على هذا الامر هو الالتفات إلى أن أمما كانوا قبلهم كان بينهم كتاب الله، فلما كتبوا أقوال علمائهم أكبوا عليها، وتركوا كتاب الله (فراجع ما تقدم).
والملفت للنظر هنا: أن يتخيل هؤلاء المساواة فيما بين أقوال النبي الذي لا ينطق عن الهوى، وبين أقوال علماء أهل الكتاب الذين كانوا يخلطون الحق بالباطل عن عمد وإصرار في كثير من الأحيان، إن لم يكن في أكثرها.
بغضهم لعلي (ع) سبب آخر:
هذا، ولابد من الإشارة هنا إلى أن السياسة التي انتهجت تجاه حديث النبي (ص)، وإن كانت سببا مهما لما حاق بالاسلام من بلاء، على صيد تجهيل الناس به، والتلاعب بالدين، وتغيير أحكام الشريعة.
ولكن ذلك ليس هو كل شئ في هذا المجال، بل إن ثمة سببا آخر كان له دوره وتأثيره في ذلك، وهو:
بغض علي " عليه السلام "، والإصرار على مخالفته في كل شئ.
قال ابن عباس: " اللهم العنهم، قد تركوا السنة من بغض علي " (1).
قال السندي: " أي وهو كان يتقيد بها " (2).