إنهم لا يقبلون منهم أي شئ فيه تأييد لمذهب الشيعة، وتفنيد لمذاهب غيرهم.
35 - الرافضة لا إسناد لهم:
ومن أجل استبعاد فقه، ورؤى، ومعارف أهل البيت " عليهم السلام " الذين هم أحد الثقلين اللذين أمر رسول الله " صلى الله عليه وآله " بالتمسك بهما إلى يوم القيامة، وهم سفينة نوح التي ينجو من ركبها.
ولكي تبقى الساحة مفتوحة أمام الآخرين ليأخذوا بفتاوى أناس عاشوا، أو فقل: ولدوا بعد وفاة النبي (ص) بعشرات السنين، ليسوا من أهل بيت النبوة، ولا من معدن الرسالة، ولا من مهبط الوحي والتنزيل.
نعم من أجل ذلك، نجدهم يحاولون قطع الصلة بين الرافضة وبين الرسول بالكلية. فقد قال التهانوي حول المعرفة بالاسناد: " لا ريب أن الرافضة أقل معرفة بهذا الباب، وليس في أهل الأهواء والبدع أجهل منهم به، فإن سائر أهل الأهواء، كالمعتزلة والخوارج يقصرون في معرفة هذا، لكن المعتزلة أعلم بكثير من الخوارج، والخوارج أعلم بكثير من الرافضة، والخوارج أصدق من الرافضة " إلى أن قال: " أهل البدع سلكوا طريقا أخرى ابتدعوها واعتمدوها، ولا يذكرون الحديث بل ولا القرآن في أصولهم إلا للاعتضاد، لا للاعتماد.
والرافضة أقل معرفة بل وعناية بهذا، إذ كانوا لا ينظرون في الاسناد، لا في سائر الأدلة الشرعية والعقلية، هل توافق ذلك أو تخالفه.
ولهذا لا يوجد لهم أسانيد متصلة صحيحة قط. بل كل اسناد متصل لهم، فلابد أن يكون فيه من كل معروف بالكذب، أو كثرة الغلط، وهم في ذلك شبيه باليهود والنصارى، فإنه ليس لهم أسناد ".