تقديم (1):
بداية:
إن حياة المجتمعات ليست أحداثا متباينة ومنفصلة عن بعضها البعض، وإنما هي استمرار يضع الماضي كل ما حصل عليه من عمله الدائب، وجهاده المستمر في صميم هذا الحاضر، ليستمد منه الكثير من عناصر قوته، وحركته، ووسائل تطوره، ثم تقدمه بخطى ثابتة ومطمئنة نحو المستقبل الذي يطمح له، ويصبو إليه.
فمن الطبيعي إذن، أن نجد لكثير من الاحداث التاريخية، حتى تلك التي توغلت في أعماق التاريخ، حتى لا يكاد يظهر لنا منها شئ، آثارا بارزة حتى في واقع حياتنا اليومية الحاضرة، فتظهر آثارها في حياة الشعوب، وفي تصرفاتها، بل وفي مفاهيمها وعواطفها، فضلا عن تأثيرها على الحالة الدينية، والأدبية، والعلمية، والسياسية والاقتصادية، والعلاقات الاجتماعية، وغير ذلك.