أضف إلى ما تقدم أن الصحابي الجليل، حذيفة بن اليمان يقول:
" ابتلينا حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سرا " (1).
وحذيفة إنما توفي في أوائل خلافة علي " عليه السلام "، بعد البيعة له (ع) بأربعين يوما، على ما قيل.
وهو من القواد الكبار الذين كان الحكام قبل علي " عليه السلام " يعتمدون عليهم في فتوحاتهم، وله مكانته المرموقة ودوره الكبير فيما بين الشخصيات الفاعلة في النظام القائم.
فقوله المتقدم يدل على أن الأجواء العامة كانت ضد المؤمنين، وأن السيطرة كانت لأناس لا يهمهم أمر الدين في شئ، بل كان المؤمنون يتعرضون للسخرية والاستهزاء، تماما كما هو الحال بالنسبة لطغيان الفساق والفجار في بعض البلاد الاسلامية اليوم، مع عدم ظهور اهتمام من الحكام بردعهم ومكافحتهم، لأسباب مختلفة.
حبس كبار الصحابة في المدينة:
وفي هذا الاتجاه بالذات يقدم الخليفة الثاني على خطوة أخرى أيضا، وهي: أنه جمع الصحابة من الآفاق، وطالبهم بما أفشوه من حديث رسول الله (ص)، ثم أمرهم بالمقام عنده، وأن لا يفارقوه ما عاش، ومنعهم من مغادرة المدينة، فبقوا فيها إلى أن مات (2).