تجاه علي " عليه السلام " وأهل بيته، ولم يكن ليخفى عليه: أن ثمة خطة لابعادهم عن الخلافة وإبعادها عنهم بمختلف الأساليب.
وعلى هذا الأساس نلاحظ: أنه حين استشار عمر كعبا في أمر الخلافة، وطرح له أسماء المرشحين لها، فلما انتهى إلى اسم علي " عليه السلام "، نرى كعبا يرفض أن يكون لعلي " عليه السلام " نصيب فيها، بشدة وقوة (1).
وما ذلك إلا لأنه كان على علم بالسياسات الخفية في هذا الاتجاه، وكان يعلم أيضا: أن رفضه هذا كان يروق للخليفة، وينسجم مع تطلعاته وتدبيراته، وطموحاته المستقبلية.
ب: لقب الفاروق:
وبالنسبة لعمر نفسه، فإننا نجد أهل الكتاب يتزلفون له بطريقة أخرى أيضا، وذلك حينما منحوه لقب " الفاروق " الذي كان يعجبه ويروق له.
يقول النص التاريخي: " بلغنا: أن أهل الكتاب أول من قال لعمر:
" الفاروق ". وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم. ولم يبلغنا: أن رسول الله (ص) ذكر من ذلك شيثا " (2).
وربما يظهر من رواية الطبري: أن الذي سماه بذلك هو كعب