الحال بالنسبة لأبي هريرة.
وحتى لو سمحوا للبعض بممارسة دوره الفتوائي، فإن ذلك يبقى مرهونا بهذا الانسجام، فإذا ما أخل به أحيانا، ولو عن غير قصد، فإنه يمنع من الحديث، ولو بلغ إلى درجة الاضرار فإنه يهدد بالقتل، والضرب، بل وينفى إلى أبغض البلاد إليه.
كما كان الحال بالنسبة لعبد الله بن عمرو بن العاص، وابن عمر، وأبي ذر، حسبما ألمحنا إليه.
لابد من أساليب أخرى:
ثم إن الحكام قد رأوا: أن كل ذلك لا يكفي لاشباع رغبة الناس في التعرف على الدين، وعلى عقائده ومفاهيمه، وأحكام. ولسوف تبقى لدى الناس الرغبة والاهتمام، بنيل معارفة والتعرف على ما فيه من شرائع وأحكام، ومن سيرة وتاريخ، وعقائد وسياسات وغيرها.
وقد أصبح الاهتمام بذلك محسوسا وملموسا، فلابد من معالجة الامر، بحكمة وروية وحنكة.
وقد كان من الواضح: أن مجرد إعطاء الفتاوى لا يكفي، فقد كان ثمة حاجة إلى تثقيف الناس، في مجالات، وشؤون ومناحي مختلفة:
تاريخية، وسياسية، وتربوية، وعقيدية وغيرها.
فاتجهوا إلى اعتماد أساليب أخرى، رأوا أنها قادرة على حل هذا المشكل، وتساعدهم على الخروج من هذا المأزق، الذي وجدوا أنفسهم فيه.
ونذكر هنا بعضا من مفردات هذه الأساليب، التي اعتمدوها لسد الخلل ورأب الصدع، فنقول: