وذلك لان الاسلام قد أكد على لسان نبيه، ونطق القرآن: أن العقل هو الميزان والمعيار. وقد اهتم بمخاطبته، وإثارته، وجعله الحكم الفصل في الأمور والقضايا، ونعى على كل من لا يهتدي بهداه، ولا يستضئ بنوره في موارد كثيرة ومختلفة.
ومما يلفت النظر هنا: أن هذه المخالفات للضرورات العقلية تكثر في الأمور العقائدية، وفي بعض قضايا التاريخ وغيرها. ومن ذلك قولهم:
إن الله عادل حكيم، ولكنه يجبر عباده على أفعالهم، ثم يثيبهم أو يعذبهم عليها.
وقولهم: إنه تعالى لا يحده مكان، ولا جهة، ثم يقولون: إن له ساقا، وقدما، وأصابع، ولهوات، ونواجذ، إلخ!!
وأمثال ذلك كثير وخطير، فراجع ولاحظ.
8 - أن لا يخالف الحقائق الثابتة:
ولا يمكن أيضا قبول نص يخالف الحقائق العلمية الثابتة بالأدلة القطعية، كالنص الذي يقول: إن الأرض تقوم على قرن ثور. وكذا لو جاء نص يقول: إن الأرض مسطحة، وليست كروية.
ومن ذلك ما لو خالف النص حقيقة ثبتت في علم الرياضيات، أو نحوه، فإنه يرفض ويرد، مهما كان سنده صحيحا، وحتى اعلائيا أيضا.
وأما إذا خالف نظرية قد شاعت وذاعت، ولكنها لم تصل إلى درجة الثبوت القطعي، فإن ذلك لا يكون دليلا على ضعف النص المنقول، بل يكون وجود هذا النص، من أسباب وهن تلك النظرية، وتقليل احتمالات الوثوق بها، والاعتماد عليها.
9 - الامكانية التاريخية: