أما إذا حمل النص الذي هو مورد البحث تناقضا مع ما هو الثابت تاريخيا، بصورة قطعية، فإن ذلك يدعو إلى رفضه ورده أيضا، فإذا كان من الثابت أن الاسراء والمعراج قد حصل قبل الهجرة، بل حصل في السنوات الأولى من البعثة، وثبت أن عائشة إنما انتقلت إلى بيت رسول الله " صلى الله عليه وآله " بعد الهجرة، فلا يمكن - بعد هذا - تصديق النص الذي ينقل عن عائشة نفسها، أنها قالت: ما فقدت جسد رسول الله في تلك الليلة، يعني ليلة الاسراء والمعراج.
ويدخل في هذا أيضا ما لو ادعى الراوي: أنه سمع أو رأى رجلا، قد مات قبل أن يولد ذلك الراوي، أو أنه قد ولد بعد وفاته.
والأمثلة التي تدخل في هذا المجال وسابقه كثيرة جدا ومتنوعة، كما يعلم بالمراجعة والمقارنة.
10 - موافقة الأحكام العقلية والفطرية:
وإذا كان الكل يعلم: أن جميع ما جاء به رسول الله (ص)، وما صدر عنه (ص) وعن الأئمة " عليهم السلام " لا يخالف العقل، ولا يختلف معه، ولا يخالف قضاء الفطرة، ولا يشذ عنها.
فمعنى ذلك: أننا إذا رأينا نصا ينسب إلى الرسول " صلى الله عليه وآله "، أو إلى أحد الأئمة " عليهم السلام "، ما يرفضه العقل، وتأباه الفطرة السليمة والمستقيمة، فإننا سوف نشك في صحة ذلك النص، حتى إذا لم نجد له تأويلا مقبولا، أو معقولا، فإننا لا نتردد في رده ورفضه من الأساس.
ومن ذلك حكم العقل بوجوب أن يكون النبي " صلى الله عليه وآله "، والامام " عليه السلام " معصوما من الخطأ، مبرءا من الزلل، فالنص الذي يريد أن ينسب إلى النبي (ص) والإمام (ع) خطأ أو زللا، لا نتردد