4 - وذكر للإمام الصادق " عليه السلام ": أن بعض القصاص يقول:
هذا المجلس لا يشقى به جليس.
فقال " عليه السلام ": هيهات هيهات أخطأت استاهم الحفرة (1).
أي أنهم أرادوا شيئا فوقعوا في غير ما أرادوا.
5 - كما أنه " عليه السلام " قد لعنهم، واعتبرهم يثيرون الناس ضدهم " عليهم السلام ".
ثم إنه " عليه السلام " قد حرم الاستماع إلى القصاصين.
هذا بالإضافة إلى أنه " عليه السلام " قد اعتبر أنهم هم الغاوون أتباع الشعراء، كما نصت عليه الآية الكريمة (2).
شرط الإجازة للقصاصين:
ومما تقدم نعرف: أن معرفة الناسخ من المنسوخ شرط في السماح للقاص بأن يقص على الناس.
وثمة شرط آخر، وهو أن يكون عارفا بالدين، واقفا على مراميه وأهدافه، كما يظهر من سؤال أمير المؤمنين للقاص الذي امتحنه، فأجاب، فسمح له بمواصلة عمله، ولولا ذلك لكان " عليه السلام " قد أوجعه ضربا.
ولأجل أن البعض لم يكن يعرف الناسخ من المنسوخ، فإنه " عليه السلام " قد حكم عليه بأنه قد هلك وأهلك. وبين أن من لا يعرف ذلك، ويتصدى لهذا العمل الخطير فإنه يكون طالبا للدنيا وللشهرة بين الناس.