أما حين يطمئن " عليه السلام " إلى أن القاص جامع للشروط المطلوبة، فإنه (ع) يسمح له بمزاولة عمله ذاك، فقد:
" قال علي " عليه السلام " للقاص: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟!
قال: نعم.
قال: قال: قص " (1).
ومعنى ذلك، هو أن القصاصين كانوا إلى جانب وعظهم الناس، يقومون بمهمات أخرى، وهي بيان الأحكام الشرعية، وتفسير القرآن، إلى جانب أمور تقدمت وستأتي الإشارات إليها في الموارد المختلفة.
وتقدم في فصل: القصاصون يثقفون الناس رسميا: أن الإمام الباقر " عليه السلام " قد قال لسعد الإسكاف: وددت أن على كل ثلاثين ذراعا قاصا مثلك.
وأن أبان بن تغلب كان قاص الشيعة.
وأن عدي بن ثابت الكوفي كان إمام مسجد الشيعة وقاصهم.
امتحان القصاصين:
ثم إننا قد رأينا أمير المؤمنين " عليه السلام "، يجري امتحانا لاحد القصاصين، فلو لم ينجح في الامتحان لكان " عليه السلام " قد أوجعه ضربا.
فقد رووا: أنه " عليه السلام " انتهى إلى قاص يقص، فقال: