وإسلامهم، ونبيهم. وبما أنه لم يعد ثمة من يستطيع أن يعارض أو أن يعترض، فقد راجت بضائع الكذابين والوضاعين، وقامت سوقهم على قدم وساق. وتمكنوا من إشاعة أباطيلهم، وترهاتهم، وأضاليلهم. ولم يكن كثير من الناس يملكون القدرة على تمييز الصحيح من السقيم، والحق من الباطل، والأصيل من الدخيل.
أهل الكتاب يمارسون دورهم:
وكان أهل الكتاب في طليعة المستفيدين من هذه الأجواء، حسبما أوضحناه. حيث إن ذلك قد سهل على الذين أظهروا الاسلام منهم: أن ينشروا أباطيلهم وترهاتهم، بعد أن خلت لهم الساحة، وأصبحوا هم مصدر العلم والمعارف الدينية، والثقافة لأكثر الناس. خصوصا مع ما كانوا ينعمون به من حماية وتأييد من قبل الحكام آنئذ.
إبعاد أهل البيت عن الساحة:
إنما أصبح ذلك ممكنا بعد أن تمكن الحكام من فرض ظروف منعت الصفوة من أهل البيت " عليهم السلام "، وشيعتهم الأبرار رضوان الله تعالى عليهم من ممارسة دورهم في التصحيح والتنقيح، والتقليم والتطعيم، وفضح زيف المزيفين، ودفع كيد الخائنين. وحرص أكثر الناس ولا سيما الحاقدون والمتزلفون، وضعفاء النفوس، على الابتعاد عنهم " عليهم السلام "، ولا سيما بعد استشهاد سيد شباب أهل الجنة، الإمام الحسين (ع)، وصحبه الأخيار، وأهل بيته الاطهار في كربلاء الفداء.
وقد أشار الإمام السجاد إلى ذلك، فقال: " اللهم إن هذا المقام لخلفائك وأصفيائك، ومواضع أمنائك. في الدرجة الرفيعة، التي اختصصتهم بها، قد ابتزوها حتى عاد صفوتك، وخلفاؤك مغلوبين،