فإذا كانت الصلاة التي هي عمود الدين، والركن الأعظم في الاسلام، ويؤديها كل مسلم خمس مرات يوميا، كان لا يعرف حدودها وأحكامها أقرب الناس إلى مهبط الوحي والتنزيل الذين يفترض فيهم أن يكونوا أعرف من كل أحد بالشريعة وأحكام الدين!، فكيف تكون حالة غيرهم من أبناء الأمة، الذين هم أبعد عن مصدر العلم والمعرفة، وما هو مدى اطلاعهم على أحكام الشريعة يا ترى؟!.
وإذا كانت أوضح الواضحات قد أصبحت مجهولة إلى هذا الحد، فما هو مدى معرفة الناس، وبالأخص البعيدين منهم عن مصدر العلم والمعرفة، بالأحكام الأخرى، التي يقل الابتلاء بها، والتعرض لها، والسؤال عنها؟!
لا مبالغة ولا تهويل:
وقد يظن القارئ: أننا نبالغ في تصويرنا لحقيقة ما تمخضت عنه تلك السياسة الخبيثة تجاه حديث الرسول (ص)، وتجاه القرآن والاسلام.
وقد يظن مثل ذلك بالنسبة للأقوال الانفة الذكر التي تقرر: أنه لم يبق من الاسلام إلا اسمه، ومن الدين إلا رسمه. أو لم يبق إلا الاذان بالصلاة، أو أن صلاة النبي (ص) أصبحت منسية حتى من قبل صحابته (ص)، حتى ذكرهم بها علي أمير المؤمنين " عليه السلام ".. إلى آخر ما قدمناه.
ولكننا نأسف حين نقول للقارئ: إن هذه هي الحقيقة، كل الحقيقة، وليس فيها أي مبالغة، أو تضخيم.
ومن أجل التأكيد على ما سبق نورد للقارئ بعض الشواهد والوقائع لتكون دليلا ملموسا على ما نقول، مع التزامنا القوي في أن لا نذكر شيئا من تلك الشواهد الكثيرة والمتضافرة على جهل الخلفاء - باستثناء علي