لقد كان من الطبيعي: أن يأخذ هؤلاء الوافدون جديدا على الاسلام ثقافتهم الدينية من الناس الذين التقوا بهم، وعاشوا معهم، أو تحت سلطتهم وهيمنتهم.
فإذا كان هؤلاء ضائعين، جهالا بأحكام الشريعة، وبحقائق الدين، فما ظنك بالتابعين لهم والاخذين عنهم، فإنهم سوف لا يأخذون عنهم إلا ثمرات ذلك الجهل، وآثار ذلك الضياع.
نصوص وشواهد:
ومن الشواهد على هول ما حدث:
أننا نقرأ عن عدد من الصحابة وغيرهم: أنهم قد تنبهوا للمأساة، وعبروا عنها بأنحاء مختلفة. ونذكر من ذلك هنا النصوص التالية:
1 - قد تقدم قول أمير المؤمنين " عليه السلام ": لم يبق من الاسلام إلا اسمه، ومن الدين إلا رسمه.
2 - روى الامام مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، أنه قال:
" ما أعرف شيئا مما أدركت الناس عليه إلا النداء بالصلاة " (1).
قال الزرقاني، والباجي: " يريد الصحابة، وأن الاذان باق على ما كان عليه، ولم يدخله تغيير، ولا تبديل، بخلاف الصلاة، فقد أخرت عن أوقاتها، وسائر الأفعال دخلها التغيير إلخ.. " (2).