9 - الصحابة مجتهدون:
وكان لابد من تبرير أخطاء وقع فيها بعض الصحابة، سواء في مواقفهم، أو في فتاواهم، حتى حارب بعضهم بعضا، وأزهقت أرواح كثيرة، وسفكت دماء غزيرة، وخرج بعضهم على إمام زمانه، وقاتلوه. كما جرى في الجمل، وصفين، والنهروان.
فاخترعوا للصحابة مسألة الاجتهاد، فكلهم مجتهدون (1)، ولا اعتراض على المجتهد، بل هو إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ كان له أجر واحد.
وبهذا ادخلوا معاوية، وطلحة بن الزبير الجنة، ومنحوهم المزيد من الثواب على ما فعلوه وما ارتكبوه من جرائم في حق الامام والأمة.
وأصبح من حلل منهم الربا، وشرب الخمر مأجورا ومثابا، بل إن خالد بن الوليد، الذي قتل مالك بن نويرة بدون جرم، ثم نزا على زوجته في نفس الليلة مثاب ومأجور على ذلك أيضا.
والخلاصة: أن المصيب منهم له أجران، كعلي " عليه السلام " وأصحابه.
والمخطئ كمعاوية، ومن معه لهم أجر واحد. بل كان ما فعلوه بالاجتهاد، والعمل به واجب، ولا تفسيق بواجب (2).
وبتعبير آخر: " إن جميع من اشترك في الفتنة من الصحابة عدول،