ولا يمكن تفسير " المخبأة " التي تصان وتحجب بأنها تفضيل الخليفة على الرسول، لان ذلك لم يكن مخبأ، بل صرح به ولاة وأعوان الأمويين، كالحجاج بن يوسف، وخالد القسري، كما سنرى.
فلابد أن تكون هذه المخبأة هي طمس دين الله، وإزالة معالمه، وتشويه الصورة الحقيقية لنبي الرحمة (ص)، وإزالة معالم الشخصية النبوية بصورة نهائية، من أذهان الناس.
5 - حدث مطرف بن المغيرة: أن معاوية قال للمغيرة في سياق حديث ذكر فيه معاوية ملك أبي بكر، وعمر، وعثمان، وأنهم هلكوا فهلك ذكرهم:
" وإن أخا هاشم يصرخ به في كل يوم خمس مرات: أشهد أن محمدا رسول الله، فأي عمل يبقى مع هذا لا أم لك؟! لا والله، إلا دفنا دفنا " (1).
ويقال: إن هذه القضية بالذات هي السبب في إقدام المأمون في سنة 212 ه على النداء بلعن معاوية، لولا أنهم أقنعوه بالعدول عن ذ لك (2) فراجع.
ونقول:
إن المغيرة الذي ضرب الزهراء حتى أدماها، كما عن الإمام الحسن " عليه السلام " لم يكن ذلك الرجل الذي يرجع إلى دين، أو يهمه أمر ذكر