5 - عدم التناقض بين النصوص:
ومما يفيد في استجلاء بعض نقاط الضعف في النصوص المنقولة.
بل وفي حصول اليقين بوجود تصرف سهوي أو عمدي فيها، هو وجود التناقض والتنافي فيما بينها فإن ذلك يشير إلى وجود نص مجعول، أو تعرضه لتصرف فيه أزاله عن وجهته الصحيحة، الامر الذي يستدعي مزيدا من الانتباه، وبذل المزيد من الجهد لمعرفة الصحيح من السقيم، والحقيقي من المزيف منها.
6 - أن لا يخالف الواقع المحسوس:
ومما يفيد في الاقتراب من واقع النص، مراقبته من حيث موافقته، أو مخالفته لما هو مشاهد محسوس، كما لو ادعى النص: أن أقرب طريق من مكة إلى المدينة يمر عبر الأندلس، أو ادعى: أن مدينة مكة تقع في سنغافورة، أو ادعى أن الشمس تطلع كل يوم من المغرب، أو في وسط الليل، وما إلى ذلك، مما يدل على أنه نص مكذوب، أو محرف، لا مجال لقبوله، ولا يصلح للاعتماد عليه.
7 - أن لا يخالف البديهيات:
ومن الواضح: أن هناك بديهيات وضرورات عقلية ثابتة، لا يمكن الاخلال بها لان معنى ذلك هو الاخلال بكل شئ في هذه الحياة. فإذا جاء النص مخالفا لهذه الضرورات، فلابد من رده ورفضه، وذلك كما لو ادعى: أن الثلاثة زوج، أو أن الأربعة نصف الخمسة، أو أن الضدين قد اجتمعا، وما إلى ذلك من أمور.
فإن ذلك كله يكون دليلا على كذب ذلك النص وعدم صدوره من انسان عاقل واع، فضلا عن أن يكون صادرا من نبي أو إمام معصوم.