5 - من ينتقد الصحابة زنديق:
وحيث لم ينفع الامر بالسكوت عما شجر بين الصحابة، فقد لجأوا إلى أسلوب آخر للخروج من المأزق. وهو اتهام من ينتقد الصحابة بالزندقة، والخروج من الدين، والالحاد.
قال أبو زرعة: " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله (ص)، فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول (ص) عندنا حق، والقرآن حق، وما جاء به حق. وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله (ص). وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى. وهم زنادقة " (1).
وقال السرخسي: " من طعن فيهم فهو ملحد، منابذ للاسلام، دواؤه السيف، إن لم يتب " (2).
ومن الواضح: أن حملة الاسلام وتعاليمه إلى الأمم ليسوا هم الوليد بن عقبة ولا مروان بن الحكم، ولا ابن أبي سرح نظراؤهم، وإنما هم علي " عليه السلام " وأهل البيت وأبو ذر وسلمان وابن مسعود، وأبي بن كعب ونظرائهم من أعلام الأمة وعلمائها. وما كلام أبي زرعة وغيره هنا إلا مغالطة ظاهرة، لا تسمن ولا تغني من جوع.
6 - لا يفسق الصحابي بما يفسق به غيره:
أما بالنسبة إلى المعاصي التي ارتكبوها، ولا يمكن دعوى التأويل والاجتهاد فيها، فقد جاء تبريرها بدعوى:
(1) الكفاية في علم الرواية ص 49 والسنة قبل التدوين ص 405 عنه.
(2) أصول السرخي ج 2 ص 134. (*)