فجاءني حذيفة فقال: يا سلمان ابن أم سلمان.
قلت: يا حذيفة ابن أم حذيفة، لتنتهين، أو لاكتبن إلى عمر.
فلما خوفته بعمر تركني إلخ... (1).
إذن، فقد كان حذيفة يحدث الناس بما كان يوقع سلمان الذي كان أميرا على المدائن من قبل عمر في حرج شديد فكان لا بد لسلمان من أن يوقف حذيفة عن الاستمرار في ذلك، فاستفاد من هذه الوسيلة لتحقيق هذا الهدف.
وبعبارة أخرى: إن السياسة كانت قد فرضت حظرا على تناقل بعض ما يتعلق بأحوال الاشخاص. وقد كان حذيفة بنقله تلك الأمور قد أحرج سلمان، فلما هدده بالكتابة إلى الخليفة كف عن ذلك.
غير أنه قد وردت في آخر الحديث زيادة نحسب أنها لم ترد على لسان سلمان، وهي أن النبي (ص) قال: " أيما مؤمن لعنته لعنة، أو سببته سبة، في غير كنهه، فاجعلها عليه صلاة " (2).
فإن ذلك لا شك في كونه من الأكاذيب على رسول الله (ص)، وعلى سلمان، فراجع ما ذكرناه في غزوة أحد من هذه الكتاب، ثم ما ذكرناه في الجزء السادس حول موضوع السب واللعن أيضا.
3 - التأثر بأهل الكتاب:
هناك فرقتان من اليهود:
إحداهما: فقهاء الفريسيين، وهم يؤمنون بكتابة العلم وتدوينه.