وهذا، ربما يكون السبب في صدور الإجازة له بالتحديث بعد أن كان ممنوعا من ذلك.
كعب الأحبار حكما:
وسرعان ما أصبح كعب الأحبار شخصية مرموقة، يحتكم إليها حتى خليفة المسلمين، ليجد عندها الجواب الكافي والشافي، والحكم العادل والفاصل فقد روى المفسرون: أن خلافا وقع بين معاوية وابن عباس في قراءة جملة: " عين حمئة ". كما يقول ابن عباس. أو: " حامية " كما يقول معاوية: فاتفقا على تحكيم كعب الأحبار، فسألاه: كيف تجد الشمس في التوراة؟!
فقال: في طينة سوداء.
فوافق جوابه كلام ابن عباس (1).
ولا ندري كيف صار كلام كعب دليلا على صحة الآية القرآنية بهذا النحو أو بذاك؟.
ومن الذي قال: إن كعب الأحبار لم يكن مسبوق الذهن بالآية القرآنية، فجاء بنص ينسجم معها حذرا من المواجهة مع صحابة رسول الله (ص) لو أنه جاء بما يخالف القرآن.
ويلاحظ: أن معاوية - كما ذكرته رواية في الدر المنثور - قد أرسل أولا إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، فوافق معاوية. ثم سأل كعب الأحبار، فأجابه بما وافق ابن عباس (2).