أولا: لماذا قصرت أفهام المسلمين عن فهم أسرار الشريعة؟!
وهل دعوى هذا القصور صحيحة من أساسها؟!
ثانيا: ما فائدة فتح باب الاجتهاد، مع وجود ذلك القصور عن الفهم؟!
وماذا يفيد فتح باب لا يجرؤ أحد على الولوج فيه، أو لا يستطيع الولوج أصلا؟!.
لا اجتهاد عند الفريسيين في اليهود:
وقد كنا نحب أن نعرف: إن كان ثمة ارتباط بين ما يقال عن سد باب الاجتهاد لدى هؤلاء، وبين ما يقوله الفريسيون من اليهود، من أنه لا اجتهاد (1).
31 - التقديس الأعمى حتى للحديث المكذوب:
أما بالنسبة لما تناقلوه على أنه حديث رسول الله " صلى الله عليه وآله "، فقد حاولوا إضفاء هالة من التقديس الأعمى عليه، وكأنه نفس كلامه الصادر عنه " صلى الله عليه وآله " مع أن أكثره محض اختلاق، وتزوير. وقد قدست كتب بأكملها على هذا الأساس. فراجع ما يذكرونه عن صحيح البخاري، وموطأ مالك، وسنن أبي داود، وغير ذلك.
بل لقد حرصوا على المنع من مناقشة الحديث، حتى ولو خالف العقل، والوجدان، وضرورة العقل، والتاريخ القطعي، لان السماح بالمناقشة فيه لسوف يبرر المناقشة ثم التشكيك في أمور هي أكثر أهمية