" نحن أعلم برسول الله من عائشة " (1).
كما أن عائشة نفسها كانت لا ترتاح إذا رأت للآخرين دورا فاعلا في نطاق الفتوى والرواية، ولعل هذا هو ما يفسر لنا شكواها لابن أختها عروة بن الزبير من أن أبا هريرة الذي كان يحاول إثارتها بجلوسه إلى جانب حجرتها، ليحدث عن رسول الله (ص)، قالت عائشة لعروة:
ألا يعجبك أبو هريرة!! جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله (ص)، يسمعني ذلك!! وكنت أسبح، فقام قبل أن أقضي سبحتي، لو جلس حتى أقضي سبحتي لرددت عليه إلخ.. (2).
2 - زيد بن ثابت:
وممن كان يسمح له بالفتوى أيضا: زيد بن ثابت، وكان مترئسا بالمدينة في القضاء، والفتوى، والقراءة، والفرائض في عهد عمر، وعثمان (3) ونرى أن ذلك يرجع إلى موقفه السلبي من علي أمير المؤمنين " عليه السلام "، ثم إلى دوره في تقوية سلطان الحكم القائم، كما سيأتي إن شاء الله تعالى في هذا الكتاب، حين الحديث عن تعلم زيد للغة