القرآن، ورواية حديث رسول الله (ص)، وكتابته، وواجهتهم مشكلة إيجاد البديل، ورأوا: أن الحل الأفضل هو توجيه الناس إلى ما عند أهل الكتاب، فإن ذلك ينسجم مع الخلفيات التي كانت لدى الكثيرين، ويدفع الآخرين للتعرف على ما عند هؤلاء الناس من عجائب وغرائب، ثم هو يخفف من حدة الضغوطات التي يتعرضون لها فيما يرتبط باهتمام الناس بالمعارف الدينية.
وتبقى مشكلة الفتوى، وهي مشكلة سهلة الحل، وقد وجدوا لها التدبير المناسب والمعقول بنظرهم، كما سنرى.
أما كيف وجهوا الناس نحو علوم أهل الكتاب، فذلك هو الامر المهم والحساس، الذي لابد لنا هنا من الإشارة إلى بعض فصوله وشواهده، فنقول:
المرسوم العام:
لقد كان لابد لهم بادئ ذي بدء من إعطاء رواية الإسرائيليات جوازا شرعيا، مستندا إلى النبي (ص)، ليقبله الناس، وليكون حجة على من يريد أن يعترض، فكان أن أصدروا مرسوما عاما، منسوبا إلى رسول الله (ص) يقول:
" حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ".
كما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري (1).