وقد قال الشعبي في إشارة إلى رفض العمل بالرأي: ما حدثوك عن أصحاب محمد (ص) فخذ به، وما قالوا برأيهم، فبل عليه (1).
وقال ابن شبرمة:
دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد بن علي، فقال له جعفر:
اتق الله، ولا تقس الدين برأيك، فإنا نقف غدا نحن وأنت، ومن خلفنا بين يدي الله تعالى، فنقول: قال الله، قال رسول الله (ص)، وتقول أنت وأصحابك: سمعنا ورأينا، فيفعل الله بنا وبكم ما يشاء (2).
29 - ما دل عليه القياس ينسب للنبي (ص):
وقد أراد العاملون بالقياس إضفاء هالة من القدسية على آرائهم، وتكريسها كمعيار عملي، ونهج فكري، ثابت ومقبول، فسمحوا بنسبة ما دل عليه القياس إلى رسول الله (ص)، وإن لم يكن النبي (ص) قد قاله يقول البعض: " استجاز بعض فقهاء أهل الرأي نسبة الحكم الذي دل عليه القياس الجلي إلى رسول الله (ص) نسبة قولية. فيقولون في ذلك: قال رسول الله (ص): كذا. ولهذا ترى كتبهم مشحونة بأحاديث تشهد متونها بأنها موضوعة، لأنها تشبه فتاوى الفقهاء، ولأنهم لا يقيمون لها سندا " (3).
35 - لا اجتهاد بعد اليوم: