يوجد في التوراة نص آخر يختلف عما ذكره كعب الأحبار، فراجع ما ذكرناه تحت عنوان: " كعب الأحبار حكما ".
ومهما يكن من أمر فإننا نقول: إن كعبا يريد بكلامه هذا مع ابن عباس: أن يرمي عصفورين بحجر واحد.
فهو من جهة يقدم رشوة إلى ابن عباس، ليكتسب حبه وثقته، وإعجابه برجل عنده علم التوراة.
ومن جهة ثانية يكون قد كرس في أذهان الناس: أن هذه التوراة التي بين أيديهم هي الكتاب المنزل على موسى، وليست محرفة، كما يزعمون، وعلى هذا الأساس، فلابد من تعظيمها، والاستفادة مما فيها من علوم، ومعارف.
ه: كعب يقرض ابن عمرو بن العاص:
وأما عن تقريظات كعب لعبد الله بن عمرو بن العاص، فقد روي عن عبد الله بن السلماني قوله: " إلتقى كعب الأحبار، وعبد الله بن عمرو.
فقال كعب: أتظير؟!
قال: نعم.
قال: فما تقول:
قال: أقول: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا رب غيرك، ولا حول ولا قوة إلا بك.
فقال: أنت أفقه العرب، إنها لمكتوبة في التوراة كما قلت " (1).
وحسبنا ما ذكرناه، فإن المقصود هو الالماح والإشارة لا الاستقصاء.