وكذلك إذا كان خالي النفس عن تقديس النص تقديسا ساذجا وعشوائيا. هذا التقديس الذي ربما يرفع هذه المنقولات عن مستواها الحقيقي، ويمنع - ولو جزئيا - من تقييمها تقييما واقعيا وسليما، يعطيها حجمها الطبيعي في ميزان الاعتبار والواقع.
وما هو المبرر لتقديس كهذا؟! ما دام لم يثبت بعد أن هذا هو كلام النبي (ص) أو موقفه، أو من صفاته وشؤونه، وما إلى ذلك.
إن إعطاء هذه الصورة عن نبي الاسلام الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم "، وهو القدوة والأسوة، لهو الخيانة العظمى للتاريخ، وللأمة، وللإنسانية جمعاء، ولا زلنا نتجرع غصص هذه الخيانة، ونهيم في ظلماتها.
الخطة الخبيثة:
وأما لماذا كل هذا الافتراء على الرسول الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم "، فنعتقد: أن الامر لم يكن عفويا، بل كان ثمة خطة مرسومة تهدف إلى طمس معالم الشخصية النبوية، والتعتيم على خصائصها الرسالية الفذة، ليكون ذلك مقدمة لهدم الاسلام من الأساس، خصوصا من قبل الحكم الأموي البغيض وأعوانه.
ونذكر هنا بعض الأمثلة التي تظهر بعض فصول هذه الخطة التي تستهدف الاسلام ورموزه، وشخصية النبي الأكرم " صلى الله عليه وآله " بالذات، وهي التالية:
سياسات ضد نبي الاسلام (ص):
1 - إنهم يذكرون عن زيد بن علي بن الحسين " عليهما السلام "، أنه قال: إنه شهد هشام بن عبد الملك، والنبي يسب عنده، فلم ينكر ذلك