لذكره هنا (1) واستدل البعض بروايات بدء نزول الوحي أيضا، كما سيأتي.
فمن أجل مواجهة الضجة التي ربما تثيرها أقاويل من هذا القبيل جاؤوا بضابطة عجيبة غريبة تقول:
إنه لا قبيح إلا ما قبحه الشرع، ولا حسن إلا ما حسنه الشرع. أما العقل فلا دور له في هذا الامر، لا من قريب ولا من بعيد. وهذا ما ذهب إليه الأشعرية، ومن وافقهم (2) وبذلك تنحل عندهم كثير من العقد العقائدية، والتاريخية، والفقهية وغيرها.
ولا نريد أن نناقش هذه المزعمة هنا، غير أننا نشير إلى أن الشوكاني - وهو من كبار علمائهم - قد اعتبر إنكار إدراك العقل لكون الفعل حسنا، أو قبيحا مكابرة ومباهتة (3).
48 - صوافي الامراء:
وقد قلنا في فصل سابق: انهم من أجل تلافي الاعتراضات على بعض الفتاوى التي كانت تصدر من بعض الرموز الرئيسية، مما يخالفون فيها صريح النص القرآني أو النبوي، الامر الذي قد يزعزع الثقة بهم، بالإضافة إلى سلبيات أخرى.
إنهم من أجل تلافي ذلك، قرروا حصر الفتوى في القضايا السياسية والقضائية الهامة، بالأمراء، وسموها: صوافي الامراء.