سحرة بني إسرائيل يركزون على التوراة:
وإذا رجعنا إلى كتب التاريخ والحديث فسوف نجد: أن علماء أهل الكتاب كانوا يمارسون على الناس طريقة الارهاب الفكري، حيث يظهرون لهم: أنهم يعرفون كل شئ، لان التوراة مكتوب فيها كل شئ، حتى الأرض شبرا شبرا.
قال كعب الأحبار لقيس بن خرشة لاعتراضه عليه، حين أخبره بما يجري على أرض صفين:
" ما من الأرض شبر إلا مكتوب في التوراة، الذي أنزل الله على موسى، ما يكون عليه، وما يخرج منه إلى يوم القيامة " (1).
وفي نص آخر قال: " ما من شئ إلا وهو مكتوب في التوراة " (2).
ونقول:
إن التوراة التي تحوي كل هذه التفاصيل لابد أن تكون مئات بل آلاف المجلدات. ولو صح أن توراة موسى كان فيها كل ذلك، فمن الذي يضمن أن تكون التوراة الحاضرة هي نفس تلك، ونحن نرى: أنها تفقد كل ذلك الذي يدعون أنه يوجد فيها.
ومهما يكن من أمر، فقد أنشد الحطيئة بيتا من الشعر، فادعى كعب الأحبار فورا: أنه مكتوب في التوراة. (3)