وأساليب مختلفة ومتنوعة.
فلابد من تعلم الأنساب حتى إذا اغتصب أمر هذه الأمة، وتغلب متغلب - فلابد من متابعته وإطاعته، بعد التحقق من نسبه القرشي - مهما كان جبارا وعاتيا، وظالما وجانيا...
هكذا زينت لهم شياطينهم، وابتكرته لهم نفوسهم الماكرة، وأهواؤهم الداعرة، وسيلقون غدا جزاءهم الأوفى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
البديل الأكثر نجاحا والأمثل:
أما البديل الذي كان أكثر نجاحا في تحقيق ما يصبوا إليه الحكام، فقد كان هو:
" علوم أهل الكتاب ".
وحيث إن هذا البديل قد كان أبعد أثرا، وأكثر انتشارا، فلا لابد لنا من أن نورد بعض التفصيلات التي ربما تكون ضرورية لتكوين نظرة واقعية عن حقيقة ما جرى. فنقول:
نظرة العرب إلى أهل الكتاب:
إننا كتمهيد لما نريد أن نقوله نذكر: أن العرب قبل الاسلام كانوا صفر اليدين من العلوم والمعارف، كما هو ظاهر لا يخفى، وسيأتي التصريح به من أمير المؤمنين " عليه السلام " ومن غيره.
وكانوا يعتمدون في معارفهم ولا سيما فيما يرتبط بالنبوات، والأنبياء وتواريخهم، وتواريخ الأمم، على أهل الكتاب بصورة رئيسية، وكانوا مبهورين بالأحبار والرهبان بصورة قوية وظاهرة، ويعتبرونهم أهم مصدر