كالخطيب " (1).
القصاصون على حقيقتهم:
إنه وإن كان كثير من الأعيان والمعروفين كانوا يحضرون مجالس القصاصين، ويستمعون إليهم (2)، وقد استمر ذلك إلى وقت متأخر نسبيا، إلا أن أمرهم قد افتضح، وظهر لأكثر الناس ما كان خافيا. وبدأ الناس يجهرون بالحقيقة، ويصرحون بها، ونحن نذكر هنا بعضا من ذلك ليتضح الامر، ويسفر الصبح لذي عينين، فنقول:
1 - قال أبو قلابة: " ما أمات العلم إلا القصاص، يجلس الرجل إلى القاص السنة فلا يتعلم منه شيئا " (3).
وقريب من ذلك ما عن أيوب السختياني (4).
2 - لقد ذكر أحد الصحابة لواحد من القصاصين: أن ظهور القصاص كان هو السبب في ترك الناس لسنة نبيهم، وقطع أرحامهم (5).
3 - عن أحمد بن حنبل: أكذب الناس السؤال، والقصاص (6).