منتهى الحساسية. ويضع علامات استفهام واضحة على مجمل الوضع القائم آنذاك، ومدى شرعيته.
فكان لابد من محاربة هذا النوع من النصوص، والتعتيم على تلكم المواقف، تلافيا لما هو أعظم وأدهى.
فعن عبد الرحمان بن الأسود عن أبيه، قال:
" جاء علقمة بكتاب من مكة أو اليمن، صحيفة فيها أحاديث في أهل البيت - بيت النبي (ص) - فاستأذنا على عبد الله (1)، فدخلنا عليه، قال:
فدفعنا إليه الصحيفة.
قال: فدعا الجارية، ثم دعا بطست فيه ماء.
فقلنا له: يا أبا عبد الرحمان، أنظر فيها، فأن فيها أحاديث حسانا!
قال: فجعل يميثها فيها وهو يقول: نحن نقص عليك أحسن القصص. بما أوحينا إليك هذا القرآن. القلوب أوعية، فاشغلوها بالقرآن، ولا تشغلوها بما سواه " (2).
ويذكرون: أن ابن عباس أتي أيضا بكتاب فيه قضاء علي (ع)، فمحاه إلا قدر ذراع (3).
وإن كنا شك في صحة ذلك، ونرى، أن ابن مسعود هو الذي فعل ذلك.
وسيأتي في مواضع من الجزء الرابع من هذا الكتاب بعض النماذج