الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ١ - الصفحة ١٧٨
وقال النيسابوري حول السبب في تركهم الجهر بالبسملة في الصلاة:
" وأيضا، ففيه تهمة أخرى، وهي: أن عليا رضي الله عنه كان يبالغ في الجهر بالتسمية، فلما كان زمن بني أمية بالغوا في المنع عن الجهر، سعيا في إبطال آثار علي " (1).
ورغم اعتراف الحجاج بأن أمير المؤمنين " عليه السلام " المرء الذي لا يرغب عن قوله، فإنه يصر على مخالفته، والعمل برأي عثمان (2)!!.
وقد عاش الحسنان " عليهما السلام " في الناس دهرا طويلا، وهما إمامان قاما أو قعدا، لكن ما روي عنهما في أحكام الشريعة قليل جدا لا يكاد يذكر.
ولا يمكن أن يصغى إلى ما اعتذر به ابن شهرآشوب هنا، حيث قال:
" وأما من قل منهم الروايات، مثل الحسن والحسين، فلقلة أيامهما " (3).
والصحيح هو أن الناس أهملوا أقوالهم، ولم يهتموا بنقل شئ عنهم، بغضا منهم لهم، أو خوفا من معاقبة الحكام.

(١) تفسير النيسابوري (مطبوع بهامش جامع البيان للطبري) ج ١ ص ٧٩.
(٢) مروج الذهب ج ٣ ص ٨٥ والكامل في الأدب ج ١ ص ٢٥٧ وراجع: مكاتيب الرسول ج ١ ص ٦٢.
(٣) مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٢٧٤.
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست