للحرب الاعلامية التي كانت تمارس ضد علي وأهل بيته " عليهم السلام " وشيعته الأبرار رضوان الله تعالى عليهم.
هناك أقوال صحيحة، ومواقف صريحة لرسول الله (ص) تبين انحراف وزيف كثير من الشخصيات والرموز التي كانت تدعم الحكم الجديد، وتشد من أزره، وتعمل على بسط سلطته، وترسيخ نفوذه.
بل فيهم بعض من أصبح جزءا من تكوينه وهيكليته، ومن ركائزه ودعائمه، الامر الذي جعل الحكم الجديد يرى نفسه مسؤولا عن الحفاظ على سمعة هؤلاء الناس. ورفعة شأنهم، وبسط نفوذهم، لاظهارهم على أنهم شخصيات على درجة من الفضل والنبل، ولهم من المواقف المشرفة، ومن الكرامات ما ليس لغيرهم.
بل لابد أن يظهروا للناس - ولو عن طريق الاختلاق، والتحريف، والتزوير - أن هؤلاء الناس هم الذين شيدوا أركان الدين، وضحوا وجاهدوا حتى قام عموده، واشتد عوده.
أما أقوال النبي الأكرم (ص) في حقهم، ومواقفه (ص) تجاههم، فلا ضير في أن تكتم وتنستر، ثم تتلاشى وتندثر، بل لابد لها من ذلك، وحيث لا يمكن ذلك، فلا أقل من التأويل والتبديل، والتحريف والتزييف، أو اختلاق ما يناقض ويعارض. وذلك هو أضعف الايمان.
وقد روى الإمام أحمد بن حنبل: أنه كان بين حذيفة وسلمان شئ، فسأله أبو قرة الكندي عن ذلك، فقال:
" إن حذيفة كان يحدث بأشياء يقولها رسول الله (ص) في غضبه لاقوام، فأسأل عنها، فأقول: حذيفة أعلم بما يقول. وأكره أن يكون ضغائن بين أقوام. فأتى حذيفة، فقيل له: إن سلمان لا يصدقك ولا يكذبك بما تقول.