والذي يظهر لنا هو: ان كعب الأحبار قد كان من الفرقة التي لا تجيز كتابة غير التوراة. ويشير إلى ذلك: أنه حينما سأله الخليفة الثاني عن الشعر، أجابه كعب واصفا العرب بقوله:
" أجد في التوراة قوما من ولد إسماعيل، أناجيلهم في صدورهم، ينطقون بالحكمة " (1).
وقد روى مثل ذلك وهب بن منبه أيضا - الذي كان أيضا في الأساس من أهل الكتاب - فقد جاء في رواية مطولة له قوله:
" يا رب، إني أجد في التوراة قوما أناجيلهم في صدورهم، يقرؤونها. وكان من قبلهم يقرؤون كتبهم نظرا، ولا يحفظونها، فاجعلهم أمتي، قال: تلك أمة محمد " (2).
فلعل كعب الأحبار، وغيره ممن كان مقربا من السلطة قد استفاد من حسن الظن به من قبل الصحابة والحكام، فألقى هذا الامر إليهم، وهم غافلون، فوافق قبولا منهم، بسبب ما كانوا يعانونه من مشكلات ألمحنا إليها آنفا.
ومما يشير إلى أن السلطة قد كانت تختزن في وعيها شيئا من ذلك